الفصل الخامس: تصنيف الكائنات الحية و التوازنات الطبيعية
تصنيف الكائنات الحية
لقد تبين من خلال ما سبق دراسته وجود تنوع كبير في الكائنات الحية
و للتحكم في هذا التتوع أعد العلماء مفتاحا يمكن من تصنيف الكائن الحي وفق خصائص يشترك فيها مع كائنات أخرى
مفتاحا تصنيف الكائنات الحية
إستنتاج
اعتمد العلماء على معيار: ’’نباتات تزهر و تنتج بذورا أو لا تزهر و لا تنتج بذورا’’ لتصنيف النباتات إلى مجموعتين كبيرتين: نباتات زهرية و نباتات لا زهرية. أما بالنسبة للحيوانات فقد اعتمدوا على معيار: و جود إو غياب العمود الفقري لتصنيفها إلى حيوانات فقرية أو حيوانات لافقرية. كما اتفق العلماء أيضا على معايير أخرى تمكن من تصنيف الكائنات الحية داخل مجموعة
و المفتاح أداة تستعمل للتعرف على أسماء الكائنات الحية. يتضمن المفتاح الخاصيات المرفلوجية التي تسهل عملية وضع اسم على أي كائن حي
التوازنات الطبيعية
يتميزالوسط البيئي بوجود توازن بين مختلف الكائنات الحية التي تعيش فيه مما يضمن لهذا الوسط الإستمرارية, فكيف يتشكل التوازن في وسط معين ؟ و ماهي العواقب الناجمة عن الإخلال بهذا التوازن ؟
تكون وسط بيئي و توازنه
تشكل الغابة وسطا بيئيا متكاملا تعيش فيه كائنات حية متنوعة نباتية و حيوانية و غيرها, و تربط في ما بينها علاقات غذائية تؤمّن توازنات طبيعية لهذا الوسط
يتشكل هذا الوسط البيئي عبر مراحل تتطلب مدة زمنية تفةق مائة سنة
يكون الوسط متوازنا حينما يحصل توازن بين التربة و النباتات و الحيوانات و باقي الكائنات الأخرى و المناخ
و يمكن تمثيل تشكل الغابة ( غابة الصنوبر مثلا ) و فق التمثيل المبياني التالي
بعض عوامل التأثيرات على التوازنات الطبيعية
في فصل الصيف بالخصوص تتسبب الحرائق في إتلاف الهكتارات من الأوساط الطبيعية. حيث تحترق كمية كبيرة من الكائنات الحية المنتجة. كما تحترق معها حيوانات عاشبة و لاحمة
كما تعتبر مبيدات الحشرات و مبيدات النباتات من بين عوامل الإخلال بالتوازن الطبيعي, حيث تقتل أنواع من الكائنات الحية النباتية و الحيوانية التي لها دور في الوسط الذي تعيش فيه
أما الوسط البحري فإن الصيد الجائر و غير المعقلن في البحار من شأنه القضاء على الثروات السمكية وإحداث إخلال في الشبكة الغذائية البحرية مما ينعكس سلبا على الأمن الغذائي
إستنتاج
يبتدئ تكون الوسط البيئي بتشكل التربة ثم تظهر فيه تدريجيا نباتات و حيوانات و غيرها ليصبح و سطا متوازنا. إن العلاقات الغذائية و علاقات أخرى التي تربط بين مختلف الكائنات الحية في الوسط تضمن له توازنا و استقرارا ما دامت الظروف المناخية المتوفرة
يمكن أن يحدث إختلال في الوسط البيئي نتيجة تدخل بعض العوامل, قد تكون طبيعية كالجفاف و البراكين .... أو عوامل مصدرها أنشطة الإنسان
لتعزيز معارفك
بعض الأخطار المهددة للتوازنات البيئية على المستوى العالمي
طبقة الأوزون و ثقبها الشهير
تقع الطبقة على إرتفاع حوالي 50 كلم فوق سطح الأرض و تلعب دورا جوهريا في بقاء الحياة على ظهر الأرض لأن جزيئات الأوزون تحمي الإنسان و الكائنات الحية الأخرى من فعل الأشعة فوق البنفسجية المدمرة
لقد لوحظ انخفاظ في كمية الأوزون بالقطب الجنوبي الشيء الذي تسبب في حدوث ثقب في الغلاف الجوي بهذه المنطقة. و يربط العلماء تآكل هذه الطبقة بزيادة انبعاث الغازات الضارة من المجال الصناعيو بالخصوص الكلور - فليور - كربون
التوازن البيولوجي مهدد باستمرار
يمثل العدد الهائل من أنواع النباتات و الحيوانات رصيدا ضخما من الموارد الطبيعي. إلا أنه يلاحظ أن الكثير من هذه الموارد تنقرض بفعل أنشطة البشر. إن الإنسان يزيل الغابات لكي يفلح الأرض و يقطعها لكي يحصل الخشب و يفرط في الرعي و يدمر الشعب المرجاني, و يفرط في صيد الأسماك ... , و يكفي أن نذكر أن: الإستغلال المفرط لغابة الأمازون في السنوات الأخيرة أدّى إلى فقدان حوالي 14% من مساحتها و أن عملية التدمير مستمرة دون توقف, الغابات المدارية تأوي نصف الأنواع النباتية و الحيوانية المتواجدة في العالم, كل عشرين دقيقة ينقرض نوع من الكائن الحي
و عموما فإن تدهور التوازن البيولوجي سينعكس سلبا على توازن الأنظمة البيئية
ظاهرة الإحتباس الحراري
تمتض الأرض أشعة الشمس ثم تعيد بث هذه الطاقة إلى الفضاء على شكل أشعة تحت الحمراء ( مثل الأشعة التي تطلقها المدفأة الكهربائية ). غير أن غازات الإحتباس الحراري تمنع هذه الأشعة من الإنطلاق مباشرة من سطح الأرض إلى الفضاء. و نظرا للإرتفاع المستمر لكمية هذه الغازات نتيجة النشاط البشري, فإن العلماء يتوقعون إرتفاعا في معدل درجة حرارة الأرض و حدوث تغيرات في المناخ العالمي و بالتالي تدهورا كبيرا في الأنظمة البيئية في المستقبل إذا ما استمرت الحالة على ما هي عليه الآن. يعتبر ثنائي أكسيد الكربون و بخار الماء و الميثان من الغازات الرئيسية للإحتباس الحراري
و في هذا الإطار تم الإقرار من طرف الأمم المتحدة بخطورة المشكل سنة 1990, و في سنة 1992 تم تبني إتفاقية وقعتها 150 دولة خلال قمة الأرض بـ ’’ريو دي جنيرو’’. تؤكد هذه الإتفاقية على إلتزامات و واجبات قانونية تفرض على الدول الصناعية الإلتزام بالحد من الإنبعاثات الغازية المسببة للإحتباس الحراري. إلا أنه رغم دخول هذه الإتفاقية حيز التنفيذ سنة 1994 فإنه لم يتم الوفاء بها من طرف الدول الصناعية الكبرى. و قد لجأت هذه الدول إلى عقد عدة مؤتمرات سمية بمؤتمرات الأطراف: الأول ببرلين ( 1995 ) و الثاني بجنيف ( 1996 ) و الثالث بطوكيو ( 1997 ). تم خلال هذا المؤتمر الأخير الإقرار بالحد من نسبة الغازات المسببة للإحتباس الحراري حيث إلتزمت الدول الصناعية بالحد من إنبعاثات الغازات بشكل تدريجي حتى مستوى 5,2% إلى غاية 2012 مع إعتماد آليات مرنة تمكن هذه الدول من تحفيف ذلك دون أن تتضرر إقتصاديا, غير أن بعض الدول الصناعية لم تحترم هذه الإتفاقية
في المغرب ( 1990 ) قدرت هذه الإنبعاثات بالضعيفة مقارنة مع الدول الصناعية. إلا أن الإسقاطات تشير إلى زيادة مرتقبة بنسبة 50% سنة 2010